تاكاهيرو هاشيغو هو مهندس ياباني وصاحب مسيرة مهنية حافلة في عالم السيارات، وقد اشتهر بدوره رئيساً تنفيذياً لشركة «هوندا موتور»، حيث قاد الشركة خلال فترة تحوّل استراتيجي هامة، تولى هاشيغو هذا المنصب في عام 2015 واستمر في قيادته حتى عام 2021، حيث ركّز على تعزيز الابتكار في الشركة، وتطوير السيارات الكهربائية والهجينة، وتحسين الكفاءة التشغيلية. وُلد تاكاهيرو هاشيغو في 19 مايو 1959 في محافظة «سايتاما» باليابان، حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة من جامعة توهوكو، وهي واحدة من أعرق الجامعات اليابانية، بعد تخرجه انضم إلى شركة «هوندا» في 1982 كمهندس في قسم البحث والتطوير، من خلال عمله في هذا القسم، اكتسب هاشيغو خبرة كبيرة في تصميم وتطوير السيارات، ما مهد له الطريق لتولي مناصب قيادية في الشركة.
خلال مسيرته الطويلة مع هوندا، شغل هاشيغو عدة مناصب إدارية وهندسية مهمة. عمل في مشاريع مختلفة حول العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة والصين، حيث قاد عمليات التطوير والإنتاج، كان له دور أساسي في تطوير سيارات متعددة من هوندا، بما في ذلك طرازات شهيرة مثل هوندا “CR-V” و«هوندا أكورد».
وأحد أهم إنجازاته كان قيادته لمشروع هوندا في الصين، حيث ساعد في تعزيز وجود الشركة في أكبر سوق للسيارات في العالم، خبرته الدولية وشغفه بالتكنولوجيا جعلاه مرشحاً مثالياً لقيادة الشركة في المستقبل. في 2015، تم تعيين هاشيغو رئيساً تنفيذياً لشركة هوندا، خلفاً لـ«تاكانوبو إيتو»، حيث جاء تعيينه في وقت كانت فيه الشركة تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك تباطؤ المبيعات عالمياً ومنافسة متزايدة من شركات السيارات الكهربائية والذاتية القيادة.
عند توليه المنصب، ركّز هاشيغو على إعادة هيكلة الشركة وتحسين كفاءتها، أعلن عن خطة لإعادة توجيه استثمارات الشركة نحو السيارات الكهربائية والهجينة، مع التركيز على تطوير تقنيات صديقة للبيئة تتماشى مع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، كما وضع أهدافاً لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة استهلاك الوقود في جميع طرازات الشركة.
تحت قيادة هاشيغو، اتخذت هوندا خطوات كبيرة نحو الكهربة، أحد أبرز إنجازاته كان تعزيز جهود الشركة في تطوير السيارات الكهربائية. في 2017، أعلنت «هوندا» عن خطط لتقديم سيارة كهربائية بالكامل في السوق العالمية، ما يعزز من تنافسها في هذا المجال المتنامي، كما أطلقت الشركة عدة سيارات هجينة وكهربائية جديدة خلال فترة ولايته، مثل «هوندا كلاريتي» و«هوندا إي»، وهي سيارة كهربائية صغيرة تمثل دخول «هوندا» الجاد في سوق السيارات الكهربائية.
ركز هاشيغو أيضاً على التعاون الدولي لتطوير تقنيات جديدة، أبرمت هوندا عدة شراكات مع شركات تكنولوجية ومصنعي سيارات آخرين لتطوير تقنيات بطاريات متقدمة ونظم قيادة ذاتية، هذه الشراكات كانت جزءاً من رؤية هاشيغو لتحويل «هوندا» إلى لاعب رئيسي في عالم السيارات المستقبلية.
بالإضافة إلى الابتكار التكنولوجي، كان هاشيغو ملتزماً بتحسين الكفاءة التشغيلية داخل هوندا، أطلق برامج لإعادة تنظيم هيكل الشركة وتقليل التكاليف التشغيلية، مع التركيز على زيادة الربحية، قام بتقليص عدد الطرازات التي تقدمها الشركة في بعض الأسواق والتركيز على الطرازات الأكثر ربحية وشعبية، كما قام بتحديث عمليات الإنتاج لتكون أكثر مرونة وفعالية.
خلال فترة رئاسته، واجه هاشيغو العديد من التحديات، بما في ذلك التباطؤ الاقتصادي في بعض الأسواق الرئيسية والضغوط المتزايدة من الجهات التنظيمية بشأن الانبعاثات الكربونية، على الرغم من هذه التحديات، تمكن من قيادة الشركة نحو تحقيق استقرار مالي وتحسين الأداء العام.
كما شهدت هوندا في عهده زيادة في الاستثمارات في تقنيات القيادة الذاتية، حيث قامت الشركة بتطوير أنظمة مساعدة السائق المتقدمة وتقنيات القيادة الآلية، هذه الابتكارات كانت جزءاً من خطة هاشيغو لتحضير هوندا لمستقبل السيارات المتصلة والذاتية القيادة.
في مارس 2021، أعلن هاشيغو عن تنحيه من منصب الرئيس التنفيذي لشركة هوندا، ليخلفه توشيهيرو ميبي، عند مغادرته ترك الشركة في وضع جيد للتحول نحو السيارات الكهربائية والتقنيات المستقبلية. يُعتبر هاشيغو واحداً من الشخصيات البارزة في صناعة السيارات، حيث تمكن من قيادة هوندا خلال فترة تحولات كبيرة في السوق، ووضع الشركة على مسار الابتكار والاستدامة.
المصدر: صحيفة الخليج
0 تعليقات