"دبي للثقافة" تنظم جلسة نقاشية عن كتاب "رحلة في عوالم الإبل والإنسان" لعبد الله ميزر
نظّمت هيئة دبي للثقافة والفنون، ضمن إطار برنامجها الثقافي المتميز "صندوق القراءة"، ندوة حوارية خاصة استضافت الكاتب والمترجم عبد الله ميزر، لمناقشة كتابه "رحلة في عوالم الإبل والإنسان" الصادر عن دار المحيط في الفجيرة في ديسمبر 2023. أقيمت الندوة في "مردف سيتي سنتر"، وأدارتها الإعلامية رشا رمضان، حيث شهدت حضوراً من المهتمين بالثقافة والتراث.
تناول الكاتب خلال الحوار مجموعة من المحاور الغنية التي يعالجها كتابه، والتي تسلط الضوء على جوانب متعددة من العلاقة بين الإنسان والإبل. من بين هذه المحاور، استعرض ميزر صورة الإبل في السينما العالمية، مثل فيلم "دموع الناقة"، الذي يروي قصة مؤثرة عن ناقة ترفض وليدها بسبب اختلافه اللوني، فتسعى عائلة بدوية من منغوليا إلى إعادة التواصل بين الأم وصغيرها باستخدام طقوس موسيقية قديمة، وعن "سيدة الإبل"، الذي يتناول رحلة امرأة شابة إلى قلب الصحراء الأسترالية، حيث تجد في الإبل ملاذاً روحياً يعيد لها توازنها الداخلي وفيلم عن رعاة الإبل المسلمين في أستراليا، وغيرها من الأفلام الوثائقية.
وقدم نماذج من تجارب شخصية من مسقط رأسه في مدينة عامودا، شمال سوريا، تتعلق بعلاقة الإنسان مع المخلوقات من حوله. كما تطرق إلى تاريخ الاهتمام بالإبل ودورها المحوري في تطور بعض الدول مثل أستراليا، مشيراً إلى الأهمية الثقافية والتاريخية التي تمثلها في المنطقة العربية.
ولم يتوقف النقاش عند البعد التاريخي والثقافي فقط، بل تناول الكاتب أيضاً الجانب السيكولوجي لهذه العلاقة، حيث شرح كيف يمكن للإبل أن تلعب دوراً علاجياً في تعزيز الصحة النفسية للإنسان، مشيراً إلى أن التواصل الروحي بين الإنسان والإبل له تأثير عميق في تجديد الطاقة الداخلية وتحقيق السلام الداخلي. كما قدّم الكتاب شرحاً وافياً عن الفوائد الفسيولوجية والنفسية للإبل، مؤكداً أنها ليست مجرد وسيلة للنقل أو العيش، بل شريك روحي وإنساني في حياة العديد من الشعوب.
كما دعا الكاتب عبدالله ميزر خلال الجلسة إلى تأسيس أكاديمية متخصصة في العلاج بالإبل عبر دورات متخصصة أسوة بتجارب في دول أخرى مثل أستراليا وغيرها، كما تطرق إلى أهمية الدفاع عن هذه المخلوقات في كل مكان، وقدم نموذجاً عن معاناة بعض الإبل في المنطقة المحيطة بالأهرامات المصرية، حيث تستخدم في نقل السياح ضمن شروط غير صحية، داعياً إلى الاهتمام بصحة هذه المخلوقات وتغذيتها بشكل أفضل خلال استخدامها في العمل، مشيداً في المقابل باهتمام دولة الإمارات بهذه المخلوقات، من خلال تخصيص مشفى خاص لها، وأيضاً الحرص على عيشها في بيئة سليمة.
وخلال الندوة، عبّر الحضور عن إعجابهم بالطرح الغني والمتنوع للموضوع، مما يعكس اهتمام جمهور الثقافة في الإمارات بالقضايا التي تتناول العلاقة المتبادلة بين الإنسان والطبيعة. من بين المداخلات، كانت هناك مشاركة من إحدى الحاضرات التي روت تجربتها الشخصية مع الإبل، حيث أكدت أن تجربتها في ركوب الإبل ساعدتها في التخلص من الاكتئاب والطاقة السلبية ومنحتها فهماً جديداً للحياة ومفاهيمها.
وفي ختام الندوة، أعرب عبد الله ميزر عن شكره العميق لهيئة دبي للثقافة والفنون على تنظيم هذه الفعالية المتميزة، مشيداً بمبادرة "صندوق القراءة" التي تساهم في تعزيز التواصل الثقافي والمعرفي بين مختلف أفراد المجتمع. واختتمت الفعالية بحفل توقيع الكتاب، حيث حصل الحضور على نسخ موقعة من الكاتب، في أجواء احتفالية عكست أهمية هذا العمل الأدبي.
0 تعليقات